السؤال: تقدم لي شخص من العائلة معروف عنه انه ذو أخلاق وملتزم بالصلاة (ولا اعرف اكثر عن مدى التزامة الديني) وكذلك لا يعيبه شيء فيما يخص الجوانب الشخصية كالشكل ولكن مستواه التعليمي بعيد جدا جدا عن مستواي فأنا تخرجت من كلية عالية واسرتي متيسرة وهو لم يحصل شيئا يذكر من التعليم ويعمل بعمل متواضع جدا
الجواب: الأخت الفاضلة..
إن الحياة الزوجية ليست يوما ولا يومين , إنها قد تمتد فتصير سنين طوالا تعيشين فيها بجانب رفيق عمرك ذاك , انه العمر كله , سواء كان قصيرا أو طويلا , فالأمر إذن يحتاج إلى تفكير عميق وتدبر مستغرق واع لكل ما ستكون نتيجته بناء بيت العمر ذاك.
غريب أمر كثير من الفتيات الطيبات اللائي يشغلهن أمر الزواج بذاته عما يمكن أن يكون مؤثرا في مستقبلهن القادم أو في نموذج حياتهن المنتظر , ويملأ الخوف من العنوسة قلوبهن بما يدفعهن لاتخاذ القرار الخاطئ الذي قد يخالف في بعض الأحيان رغبات أولياء أمورهن والمتعقلين من الكبار , إن أمر الزواج أيتها الأخوات الكريمات فضل من الله سبحانه , يمن به على الطيبات من إمائه بالطيبين من عباده والصالحين منهم..
ولاشك أن شرط الدين هو أهم الشروط في اختيار الزوج , وانه على كل فتاة الا ترتضي بالزوج الا ان يكون صاحب دين , لكن ايضا هناك اعتبار مهم للجوانب الاخرى مما يمكن ان تؤثر اجتماعيا او نفسيا على الزواج ونجاحه.
الإسلام أختى قد دعا الى اعتبار الكفاءة في الزواج وأكثر العلماء على اعتبار الكفاءة في أربعة أمور في الدين والحرية والنسب و الصناعة فإذا لم يترتب على الزواج مع اختلاف الحرفة مثلا مضرة فإنه لا مانع يمنع من الزواج , ولكن إذا كان سيترتب على ذلك مضرة فإنه لا يصار إلى ذلك؛ لأن هذا شيء فيه مضرة، وذلك إذا كان سيؤدي إلى ما هو أشد..
لا تفكري في القبول خوفا من قطار الزواج الذي يفوتك فإن القطار إن شاء الله لا يفوتك فإنه يسير بالتوقيت الإلهي لمن يشاء , فسنك الذي ذكرتيه ليس بكبير ولا مخيف , فكم نعرف من انتظرت أكثر منك بكثير حتى ان أراد الله وتزوجت من هو يكافئها ويناسب مستوى تفكيرها علميا و ثقافيا..
أختي ان القضية ليست في فرح وزينة وثوب زفاف , وقبول أي شخص حتى لا يقول الناس فلانة أصبحت عانسا , ودعيني أختي أقص لكي قصة صديقة تقدم لها ابن عمها وقد كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهي حاصلة على شهادة علمية وخافت من تأخرها في الزواج , ولكن بعد القبول بالزواج وفعلا أصبحت في بيته كثيرا ما كانت تعاني , فلم يستطع زوجها ان يساعدها في علم او تعليم , ولم يستطع ان يفهمها من دين الله ما ترغب أو حتى يساعدها على حفظ القرآن الكريم , وزاد حزنها يوما بعد يوم , تشعر بعدم التكافؤ في الأفكار والآراء والتعاملات وقبل شهور قليلة كاد أن يتم الطلاق بينهما لولا تدخل بعض الناس للإصلاح...
أختي الكريمة: إن قطار الزواج لا يفوت كما تشعرين , ولكن اصبري وتقربي إلى الله بالصلوات في أوقاتها والدعاء في جوف الليل بأنه يرزقك زوجا صالحا يناسبك ,لن أقول في مثل مستواك العلمي ولكن فيما يكون مناسبا لك مكافئا..
هذا أفضل عندي من ان تتسرعي بالقبول قبل ان تعي موقفك جيدا وتستمعي الى نصيحة الخبراء وأهل الفضل حتى لا تعيشي معاناة طوال حياتك. واستخيري الله ولا تقبلي إلا صاحب دين وخلق ومكافئ لك.
الكاتب: أميمة الجابر
المصدر: موقع المسلم